الفيلسوف طريد المدن الموحشة: عبد الله القصيمي (1907-1996) الذي طعن عرب القرن العشرين في خاصرتهم .. الجزء الأول
لا يحدّق بالمستقبل سوى أهل البصيرة!
ولا يَعْمى عن تلك الكوارث إلا من ملك البصر فقط!
منذ وقت مبكر تنبّه المفكر عبد الله القصيمي (1907-1996) إلى أمراض القرن العشرين: الاستعمار والديكتاتورية والإرهاب والإيديولوجيا، فقد أشار إلى مخططات الصهيونية والإرهاب الديني والتخلف الحضاري في كتابه "هذي هي الأغلال" (1946)، ونقض الديكتاتورية وحلل ذهنية التفكير العربي في "العالم ليس عقلاً" (1963)، وفضح المتاجرة بقضية فلسطين في "كبرياء التاريخ في مأزق" (1966)، ونقض الإيديولوجيا في "أيها العار إن المجد لك" (1972) ثم شرح الذهنية العربية – عبر صوت المتنبي- وسكّ نظريته الشهيرة عبر كتابه "العرب ظاهرة صوتية" (1977)، وشهد على الانهيار الحضاري، للحضارة الثانية، في كتابه الأخير "يا كل العالم، لماذا أتيت؟" (1986).
عندما نريد قراءة الحالة الثقافية في الجزيرة العربية، عبر الإنتاج الفكري، في القرن العشرين، فيمكن أن نضع ثلاثة كتب في الجزيرة العربية، ولا نخفي من دور القصائد الملقاة شفوياً أو مخطوطة أو مطبوعة، تعد علامات على المخاض الثقافي المتوتر بالاجتماعي والسياسي والديني، المصارع لكل القوى الاستعمارية والديكتاتورية والإيديولوجية، وهي :
"خواطر مصرّحة" (1924) لمحمد حسن عواد (1902-1980)، و"جزيرة العرب تتّهم حكامها" (1938) لسيد هاشم الرفاعي (1885- 1950)، و"هذي هي الأغلال" (1946) لعبد الله القصيمي *.
غير أن الثلاثة أسدلت ستائر حاجبة على ذكرهم ونتاجاتهم.
لقد شهد عوّاد ذروة الصراع بين انهيار العهد الهاشمي وبداية العهد السعودي في إقليم الحجاز وقدم موقفاً من الثقافة والاستعمار والمستقبل، وشهد الثاني على مؤتمرات ترسيم الحدود – أو تجزئة – دول الخليج العربي (أو شرق الجزيرة العربية) فقدم موقفاً من السياسة والمجتمع والتاريخ، وشهد الثالث شهادة تجاوزت الجزيرة العربية إلى رؤية كونية حول الإنسان والإيديولوجيا والتاريخ والدين ليكون شاهد نهاية الحضارة الثانية (كل خمسة آلاف سنة).
لم يكن القصيمي إلا نموذجاً صارخاً للنجدي المبتلى بالاغتراب إذ أراد تخطي نفسه، فهو ماثل في الهجرة كل من الشاعر محمد بن لعبون والمؤرخ سليمان الدخيل بأسباب مختلفة، غير أنه لم يقف عند تمثلاث الإيديولوجيا والخلاص منها في نموذجي الروائي عبد الرحمن منيف والمحلل السياسي والروائي تركي الحمد.
ولكن الجميع هم أبناء ثالوث النحس النجدي : الفتنة والمجاعة والفقر . إن ألف سنة غامضة من تاريخ نجد تسبق القرن السابع عشر لتكشف أن الحضارات تخون الجغرافيا والتاريخ !
تمكن عقل عبد الله القصيمي من تهشيم تعليم الكتاتيب والأربطة المتقشفة كذلك التعصي على تعليم الأكاديمية والقاعات المكيفة، ليصوغ نفسه مفكراً إنسانياً بامتياز.
أراد القصيمي أن يحمل المعول ليكسر جذوعاً ياسبة تكومت على باب الخروج إلى حياة أخرى. لكن تأخر الذهن العربي، والذهنيات الأخرى أيضاً، في التخلص من الماضي، واستعمالاته واستعباداته لإبطال مفعول الحاضر ونسيان المستقبل.
عاش الذهن العربي بين سرديتين كبريين ليحجب الضوء والزمن عن طريق المستقبل، وهما سردية التمجيد (الفردوس المفقود أو المجد الضائع)، وسردية التبرير (القبلة الأولى ومهبط الإسراء والمعراج).
وما حدث فعلاً هو أن الأندلس هي إسبانيا في أوروبا، وأما فلسطين فهي إسرائيل في أمريكا.
لم يصرخ في البرية قط، ولم يصلب طعين الحربة أيضاً.
رجل الكبرياء رحل مثل رحيل الكهنة والعرافين لم يمت اختفى !
الشاهد لا يموت.
وبقيت تقرعنا في الصمت والضجيج تلك النداءات الطويلة وضربات المعول التي لا تكل تعلمنا كيف نقتلع من الطريق ما سد سبيله للخروج من الباب. نفر الشباب العربي إلى الباب، لا يكسر الباب ولكن يبحث عن المفتاح حتى الآن !
ذلك الباب الذي ابتهل إليه الشاعر قاسم حداد في واحدة م نقصائد ديوانه " قبر قاسم" (1997):
"يا بَابَ النَّجَاةِ ومُنْتَهَى أسْرارِنا
افْتَحْ لنا وانْظُرْ
ولا تَغْفَلْ ولا تَقْسُو عَلَيْنا،
أيُّهَا البَابُ..!
جِئْ لَنا واذْهَبْ إلَيْنا!.."
عن القصيمي يكتبون
وضعت دراسات وكتب عدة تتناول فكر عبد الله القصيمي، ومن مزايا هذا الفيلسوف أو المفكر، بأنه استطاع جمع النقائض نتيجة "سوء الفهم" أو "الفهم المضاد" (1)، سواء من الذهنية الكتاتيبية أو الأكاديمية، غير أن التاريخ يقول كلمته كل مرحلة نتيجة قراءة، ففي كل قراءة حياة جديدة.
تنبه إلى فكر عبد الله القصيمي، منذ البداية، بشكل إيجابي ووقف مع حقه في التفكير والتعبير، في مصر، من شيوخ الأزهر مثل الشيخ حسن القاياتي، والشيخ مصطفى عبد الرازق، والشيخ محمود شلتوت والشيخ أمين الخولي، والمفكر إسماعيل مظهر والكاتب عباس العقاد، وفي مرحلة لاحقة، في لبنان، المفكر ميخائيل نعيمة والمؤرخ والناشر قدري قلعجي والمفكر كمال جنبلاط واللغوي عبد الله العلايلي والناشر سهيل إدريس والشاعر يوسف الخال والشاعر أدونيس، والشاعر أنسي الحاج، ومن الكويت هاشم السبتي وعبد الرزاق البصير، ومن السعودية الشيخ حسن آل الشيخ والشيخ حمد الجاسر والمفكر عبد الله عبد الجبار وسواهم.
ولم يغب القصيمي عن دراسات الفكر العربي في القرن العشرين بصورة مبكرة أو متأخرة عند العرب أو الأوروبيين أو الآسيويين، وإن لم يكن موضوع الدراسات نفسها – مثلما خصص عنه أيضاً دراسات وكتب- لكنه ظل حاضراً في الثقافة العربية رغم التعتيم والإبعاد والعزلة حول إنتاجه الفكري، سواء في دراسات فكرية في كتاب "الإسلام" (1955)للمستشرق الألماني غوستاف غرونباوم، وكتاب "الفكر العربي في عصر النهضة 1789-1939" (1962) للمفكر اللبناني ألبرت حوراني، وكتاب "النفس المبتورة" (1991) للمفكر الإيراني داريوش شايغان، وكتاب "المثقفون العرب والتراث" (1991) المفكر اللبناني جورج طرابيشي، و"تراث وحداثة" قراءة للفكر العربي الحالي" (1997) للاهوتي بولس الخوري.
أو في كتب ثقافية مثل كتاب "دفاتر الأيام" (1986) ليوسف الخال، وكتاب "النظام والكلام" (1993) للشاعر أدونيس، و"كلمات. كلمات. كلمات" (1998) لأنسي الحاج، و"ماذا يبقى منهم للتاريخ" (2000) للشاعر والمسرحي عصام محفوظ، وكتاب رسائل خفت عليها من الضياع" (2006) لعبد العزيز التويجري.
فقد وضعت أولى الدراسات الأكاديمية عن الإنتاج الفكري لعبد الله القصيمي عبر فصل خصص له من بعنوان "عبد الله القصيمي: الكاتب الاجتماعي" كتاب "التيارات الأدبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية، النثر : فن المقالة، 1959-1960" لعبد الله عبد الجبار (طبع مؤخراً عن دار الفرقان للنشر والتوزيع، 2008).
ومن بعدها وضعت أطروحة دكتوراه – لم تنشر حتى الآن – بعنوان "فكر عبد الله القصيمي" (1979) من الباحث اللبناني أحمد السباعي في كلية الفلسفة من جامعة الروح القدس (الكسليك).
وأعد حسين مروة دراسة بعنوان "مع عبد الله القصيمي في العالم ليس عقلا" ألقاها محاضرة ثم ضمنها كتابه "دراسات نقدية في ضوء المنهج الواقعي" (1988).
وأنجزت أطروحة ماجستير "هذي هي الأغلال: النقد الذاتي الإسلامي لعبد الله القصيمي" (1990) للألماني يورغن فازيلا من جامعة فرايبورج، وأعد نفس الباحث أطروحة دكتوراه بعنوان "من أصولي إلى منشق: قصة حياة عبد الله القصيمي" (2001) من جامعة بامبيرج، وترجمها محمود كبيبو – إيعازاً من المفكر بوعلي يس- بعنوان "من أصولي إلى ملحد: قصة انشقاق عبد الله القصيمي" (2001) ثم طبعة ثانية بعنوان "عبد الله القصيمي: بين الأصولية والانشقاق" عن دار الكنوز الأدبية(2001) ثم ثلاث طبعات أخرى عن دار جداول (2011).
ثم خصصته بفصل بعنوان "علمنة المجتمع السعودي المؤجلة:عبد الله القصيمي مؤجلاً" من كتابي "ما وراء الوجه : سياسات الكتابة وثقافات المقاومة" (2012)، ثم وضع الباحث السعودي عبد الله القفاري كتاباً بعنوان "عبد الله القصيمي : حياته وفكره" (2012)، وجديد هذه الكتب – موضوع هذه المقالة- كتاب "خمسون عاماً مع عبد الله القصيمي" (2015) لمؤلفه المحامي – وصديق القصيمي- إبراهيم عبد الرحمن.
إن هذه الدراسات والكتب وضعت رغم أن هذا المفكر تعرض للكثير من مخزيات القرن العشرين أي: الهجوم والتعتيم والاغتيال والتدجين.
فقد هوجمت كتبه واستمر في إصدارها بين بيروت وباريس، ونشر المقالات والدراسات وإقامة ندوته الأسبوعية في القاهرة، وحين رفعت ضد كتبه دعاوى المنع والإبعاد رفع دعاوى قضائية لوقف مصادرة كتابه "هذي هي الأغلال"(1946) وإبعاده عن مصر عام 1956، بدعم من أصدقاء ومحبين من مثقفين ودبلوماسيين وأمراء ورؤساء، ورغم محاولات الاغتيال التي تعرض لها بفتاوى إهدار الدم والتحريض على القتل رفض بشكل حاسم عروض إقامة وتكريم وتجنيس من سوريا وليبيا واليمن!
يتكوّن كتاب عبد الرحمن من فصول سبعة، الأول كيف عرفت القصيمي؟، والثاني ولادة فوق الصخور، والثالث الوهابي عبد الله القصيمي، و الرابع التجديدي عبد الله القصيمي، والخامس المتمرد عبد اله القصيمي، والسادس الشاعر عبد الله القصيمي، والسابع أيها الموت زر، ويختتم الكتاب ببيبلوغرافيا مؤلفات القصيمي، وأقوال عنه، وصور وملاحق من مخطوطات وأوارق تخص القصيمي.
يتميز الكتاب بأنه من شخص اقترب بشكل كبير من القصيمي، وعرفه لعقود أربعة مواكباً أخصب المراحل الفكرية في إنتاجه من بعد كتاب "هذي هي الأغلال" (1946) أي عام سكناه في حلوان 1950 حتى وفاته عام 1996.
تحدث المؤلف عن نشأته في عائلة يمثل أحد جديه الطريقة البيومية الصوفية إلا أنه انتمى إلى فريق الكشافة الخاص بجماعة الإخوان المسلمين لكنه اعتملت في رأسه أسئلة حيرى عن الله والدين والرسل قادته عبر خاله إلى عبد الله القصيمي.
ورصد عبد الرحمن علاقة عبد الله القصيمي ببعثة الطلبة اليمنيين والانقلاب على الإمام يحيى واغتياله عام 1948، وإبعاده من مصر عام 1954، وكسبه دعوى لنقض منع كتابه "هذي هي الأغلال" (1946) وإبعاده وعودته إلى القاهرة 1956.
وعرض إلى أثر وعلاقات القصيمي مع مثقفين وسياسيين مثلما روي عنه في كتاب "لمحات من تاريخ حركة الأحرار اليمنيين" (2003) لعلي محمد عبده وخطورته على طلبة البعثة اليمنيين، وفي كتاب "مذكرات الرئيس القاضي" (2013) لعبد الرحمن الإرياني وحواراته معه، وفي كتاب "رسائل خفت عليها من الضياع" (2001) لعبد العزيز التويجري وعلاقته بأحمد محمد نعمان مؤسس حركة اليمنيين الأحرار وصداقتهما بالقصيمي، وكتاب " من آلام الغزو" (!992) للشاعر الكويتي هاشم السبتي الذي صدره القصيمي بمقدمة، وكتاب " ترحالات يحيى الرخاوي" (2000) للطبيب النفسي والأديب المصري يحيى الرخاوي الذي أكن إعجاباً دائماً به.
وأشار إلى مناظرة ساخرة واجه بها القصيمي الشيخ محمد متولي الشعراوي ومصطفى محمود (عبد الرحمن، 2015، ص: 54-55)، وعن علاقته بالشيوعي عبد الرحمن جابر وصديقه يعقوب الرشيد وعلاقاته بمثقفين وزعماء سياسيين لبنانيين.
وعن دفاعه عن إضراب عمال أرامكو عام 1956 (الذي نتج عنه تأسيس جبهة التحرّر الوطني)، وعن توظيف سياسي لمؤلفاته ضد الطائفة الشيعية في صراع المعسكرين السني والشيعي عام 1982، فألحت دار نشر سعودية – لم يذكرها عبد الرحمن (2)- على القصيمي إعادة طباعة كتابه "الصراع بين الوثنية والإسلام" (1937) الذي صدر بمجلدين دون الثالث الذي أتم تأليفه عام 1938.
كما أشار في هذا الفصل الأول إلى الدراسات الأكاديمية التي وضعت عن فكر القصيمي من قبل الباحث اللبناني أحمد السباعي والألماني يورغن فازيلا.
ويعود ليعرض في الفصول اللاحقة حكاية القصيمي منذ البداية. فيقدّم إعادة توليف بين الأعمال الفكرية للقصيمي وبعض المقالات والحوارات التي وضعت من قبل عبد الله عبد الجبار وأنسي الحاج وأدونيس بالإضافة إلى الملف الشهير الذي أعده محمد السيف في موقع إيلاف بعنوان "المفكر السعودي عبد الله القصيمي في إيلاف- في الذكرى الخامسة" (2002) كما أنه يركن إلى تحليلات كل من الباحثين عبد الله عبد الجبار وأحمد السباعي ويورغن فازيلا، ويربط الأعمال الفكرية للقصيمي بأحداث عصرها ما يعد الكتاب سياحة على شواطئ فكر القصيمي.
وقد عرض في الفصل الثاني بأن القصيمي وضع فصلاً بعنوان "ولادة بين الصخور" في كتابه "هذا الكون، ما ضميره؟ " (1966) ليعبر بصورة رمزية عن ألم اليتم والفقد إلا أن الباحثين لم يستقوا من القصيمي أي معلومة واضحة عن أسرته التي أقامت في إحدى القرى التي تدعى خب الحلوة غرب بريدة من إقليم القصيم في المملكة العربية السعودية.
فقد روّج الكاتب المأجور صلاح الدين المنجد – أحد أفشل محقّقي المخطوطات التراثية العربية- معلومة غير صحيحة ادعى أنه استقاها من أحد الرواة عن أصل من خارج نجد لأسرة القصيمي وضعها في كتيب – مدفوع الثمن سلفاً- "دراسة عن القصيمي" (1967) (3)غير أن المعلومة الأكيدة عن أسرة القصيمي بانتمائها إلى قبائل نجد ذكرها كل من الشيخ حمد الجاسر والمؤرخ عبد الرحمن البطحي وصديقه يعقوب الرشيد بأنه ينتمي إلى إحدى الأسر المرتبطة بتاريخ تجارة القوافل وكتائب العسكر النجدية الشهيرة بمسمى "العقيلات".
وفي الفصل الثالث يركز على المرحلة السلفية أو الوهابية منذ التحاقه بالأزهر، وبداية صراعه مع الشيخ يوسف الدجوي، ومن ثم فصله بسبب كتابه "البروق النجدية في اكتساح الظلمات الدجوية" (1931)، وصراعه مع الشيخ رشيد رضا بسبب كتاب "نقد كتاب حياة محمد" (1935) الذي أعده عن مقالات وضعها ليدحض كتاب "حياة محمد" لمحمد حسين هيكل، وصدور كتاب "الثورة الوهابية" (1936) الذي يعبر عن إسراف الأعمى في الإبصار ويناظر الشيخ محمد مصطفى المراغي بذلك الأمل الأعمى !
كما أنه وضع كتاباً ضخماً بعنوان "الصراع بين الوثنية والإسلام" (1937) صدر في مجلدين – الثالث لم يصدر رغم أنه جاهز في السنة الموالية- لنقض ما جاء في كتاب "كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب" للسيد محسن الأمين العاملي، واستخدم أرشيف الصراع السني – الشيعي وأعاد النفخ فيه !
ونقل صراعه الوهابي إلى مجلة الهدي النبوي –تصدر عن جماعة أنصار السنة المحمدية- في مقال " إلى كتاب مجلة الإسلام : أسئلة صادمة نتحداهم بها جميعأً" (1938) ليناظر الشيخ عبد الرحمن خليفة حول قضية التجسيم والتشبيه عند الوهابية، وفي مجلة الإسلام في ذات العام ناظر الشيخ الكوثري وخليفة أيضاً في مقالة "الانحار بعد الاندحار" لمهاجمتهما الدعوة الوهابية وابن تيمية !
في الفصل الرابع يرصد عبد الرحمن بداية الفكر التجديدي أو الإصلاحي عند القصيمي في كتابيه " كيف ذل المسلمون؟" (1938) الذي كان مقدمة الجزء الثالث – الذي لم يصدر- من كتابه "الصراع بين الوثنية والإسلام" (1937)، وعرض في هذا الكتاب قضية "التخلف الحضاري".
توقف القصيمي لسنوات ثمانية حتى أصدر كتابه الآخر "هذي هي الأغلال" (1946) الذي يعد نقطة تحول ملفتة سبقت أولى الكوارث العربية نكبة فلسطين (1948).
وعرض في هذا الكتاب قضايا عدة متفرعة من قضيته السابقة "التخلف الحضاري"، ويقدم برنامجاً عاماً للإيمان بالإنسان الخلاق، والدعوة إلى التعليم والتثقيف، ويدافع عن موقع المرأة ويرفض تسليعها، ويهاجم "فقه كراهية الحياة"، و"فقه الاتكال على المقدور"، وإعادة تأهيل الدين لخدمة الإنسان لا العكس.
وعرض ردود الفعل التي بدأت إثر فتاوى إهدار الدم بمحاولتي اغتيال الأولى إثر فتوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والثانية حين لحقه إلى القاهرة أحد الشباب الموتورين آنذاك فهد المارك – صاحب كتاب "من شيم العرب"- (عبد الرحمن، 2015، ص: 181-182).
وتألفت لجنة باسم "لجنة مكافحة هذي هي الأغلال" من قبل جمعيات سلفية وجمعية الشبان المسلمين، فأقامت دعوى قضائية لمصادرة الكتاب وطرد صاحبه، وسافر وفد من النجف وكربلاء إلى السعودية للمطالبة بالقصاص منه !
وفي مدينة الطائف هاجم حسن البنا – زعيم الإخوان المسلمين- الكتاب الذي هاجمه فيه بضراوة في أحد فصوله كذلك عقد أبو الحسن الندوي في الهند ندوة لمهاجمته !
وظهرت مجموعة من رسائل وكتب ذات طابع سلفي تهاجمه – انظر الهامش: 1- غير أن الكتاب حظي بدفوعات جيدة من القوى الليبرالية – بحسب عبد الرحمن- فقد نشرت افتتاحية مجلة الرسالة لصاحبها أحمد حسن الزيات تعرض الكتاب كذلك كتب عباس العقاد مقالة مشيدة به.
وكتب المفكر إسماعيل مظهر في مجلة المقتطف دراسة تناولت الكتاب، ولم تتوقف مجلته في الأعداد اللاحقة عن دعم الكتاب حتى أنه ذكر تعليق شيخ الأزهر الشيخ حسن القاياتي: "معسكر الإصلاح في الشرق، طليعته ابن خلدون، باكورة الاجتماعيين، وجناحاه السيد الأفغاني وتلميذاه محمد عبده وعبد الرحمن الكواكبي أما قلبه فهو السيد القصيمي" (عبد الرحمن، 2015، ص: 193).
كذلك كتب أحمد حسين في مجلة "مصر الفتاة" دفاعاً بالإضافة إلى جرائد المصري والكتلة والمقطم.
وأدار الشيخ أمين الخولي – أستاذ الأدب العربي- ندوة في جامعة القاهرة بكلية الآداب، وأعدت رسالة مساندة من جماعة ثقافية يرأسها "الأمناء" إلى القصيمي كما كتب الأديب الكويتي عبد الله زكريا في مجلة كاظمة مقالة مشيدة.
وفي الفصل الخامس يرصد فترة إبعاد القصيمي إلى بيروت، وانطلاقه فكرياً في صيغة تمردية إذ تبنت كتاباته الفكرية وتحليلاته الثقافية والاجتماعية والسياسية الصحف والندوات والمطابع اللبنانية رغم عودته إلى القاهرة(1956) – بعد سقوط الدعوة المقامة ضده وتعويضه- غير أنه لم ينشر فيها أي شيء يذكر عنه إلا بعد مقالات تأبينه!
فقد بدأ بنشر مقالاته في جريدة الجريدة لصاحبها أحمد حسين – الذي هاجر بها من القاهرة إلى بيروت-، وفي مجلة الآداب لصاحبها سهيل إدريس منذ عام 1956، وفي مجلة "الأحد" لصاحبها رياض طه، وفي جريدة النهار أثناء رئاسة أنسي الحاج لها، وفي مجلة الحرية لصاحبها قدري قلعجي – صاحب دار الغد والكاتب العربي- الذي سيكون ناشره اللبناني الأثير.
وقد أطلق القصيمي أولى مقالات المرحلة التمردية بعنوان مجازي رائع "اقتباسات من إنجيل لم تعرفه المجامع" في مجلة الآداب (1955)، ونشر مقالاً بعنوان " لا تشتموا الأعداء" في مجلة الحرية (1956)، وتوالت المقالات بعدها في مجلة الآداب في عام واحد (1957): " طاقة الحياة أم إرادة البقاء" و"الكاتب لا يغير المجتمع"، و"مصارعة الثيران في السياسة الدولية".
ويبدو أن مجموعة تلك المقالات كانت تمارين عميقة لإنجاز مسودة كتابه الضخم "العالم ليس عقلاُ" (1963) الذي وضع فيه مقدمة فصوله "دفاع عن إيماني" الذي يعد بياناً فكرياً مضاداً للإيديولوجيا. هو بيان حرية التفكير .
وانطلق في هذا الكتاب ليهاجم الانقلابات العسكرية وإيديولوجياتها الناصرية والبعثية في فصول الكتاب مثل : "قصيدة بلا عروض" و"هل الثورة عقاب للحضارة؟" و"من الوحشية أن تكون أخلاقياً ومن المستحيل"، و"الدكتاتور أعلى مراحل الاستغلال والرجعية".
ووضع في الكتاب فصل مهم يجادل الذهنية العربية بعنوان " طبيعة التفكير العربي" في اثني عشر خصيصة بدأها بأنها ذهنية راضخة للظروف ولا تكيفها، وترفض نسبية الأمور، وتوحيدية ترفض التعدد، ومشغولة بالآخرة، وتفتقد الخيال، وذهنية غيبية، وتمتنع عن النقد الذاتي، وثابتة الأفكار التاريخية، والكفر بالتفكير، وموقفها إسقاطي من أوهامها ومخاوفها، ورفض المسؤولية عن نفسها!
وقد أثار هذا الكتاب الشيخ محمد جواد مغنية فساجله القصيمي على صفحات مجلة الآداب بين الجدية والتهكم حتى صمت الشيخ، وتجاوب مع أفكار القصيمي قدري قلعجي فكتب مقالة في جريدة الكفاح، والشاعر جورج جرداق كتب عنه أيضاً في جريدة الحياة، ولحقه صلاح الدين المنجد – قبل أن يؤجر-، وكتب عنه رمضان لاوند في جريدة صوت العروبة إثر مناظرة في حزب النجادة اللبناني – تتبع لها الجريدة- نشرت بعدها في صفحة كاملة من الجريدة.
وقدمت مجلة العلوم في أعداد ثلاثة دراسات عدة للكتاب من أحمد سويدان بعنوان " دفاعاً عن العقل في كتاب العالم ليس عقلاُ"، ومن ميخائيل نعيمة مقال آخر بعنوان " من نعيمة إلى القصيمي: أردت كتابك نفياً لوجودك وكل وجود. فجأء تثبيتاً رائعاً لوجودك وكل وجود"،ومن الكاتب العراقي عبد الكريم حاج قاسم دراسة "العالم ليس عقلاُ: ريادة تمردية".
ونشر في جريدة النهار عن الكتاب أيضاً نسيب الخازن ونديم البيطار، وعلى إثره أجرى الشاعر أدونيس حواراً مع القصيمي نشر في جريدة لسان الحال ثم ضمنه في كتابه "النظام والكلام" (1997)، وألقى حسين مروة محاضرة في جمعية أصدقاء الكتاب ثم ضمها إلى كتابه "دراسات نقدية في ضوء المنهج الواقعي".
وألحق هذا الكتاب بعملين فكريين آخرين في عام واحد " كبرياء التاريخ في مأزق" والثاني "هذا الكون ما ضميره" (1966) نشرت فصولاً منهما في جريدة النهار ومجلة مواقف – لصاحبها أدونيس- حتى بعد صدورهما بين عامي 1966-1969.
ففي الكتابين هاجم مجدداً الدكتاتورية والطغيان والمذهبية والثورات العسكرية وثوارها (عبد الرحمن، 2015، ص: 257).
وقد علق على الكتابين يوسف الحوراني في مقالة "أرشح القصيمي للموت حرقاُ"، وأنسي الحاج في مقالة "عبد الله القصيمي: الرجل القادم من الصحراء" في جريدة النهار غير أن المفكر الاشتراكي رئيف خوري هاجمه في مقالة "كبرياء التاريخ في مأزق أو الفكر في السرداب المغلق" في مجلة الآداب.
وأصدر وقتها صلاح الدين المنجد –أشرن إلى ذلك مسبقاً- كتيبه "دراسة عن القصيمي" (1967) ونفى أصله النجدي، وخلط في تواريخ إصدار كتبه، ولفق معلومات شخصية عن عدم توفيق زواجه –تزوج القصيمي مرة واحدة عام 1931 من السيدة فاطمة علي درويش والدة ابنيه وابنتيه-، وعلل اللجوء إلى القراءة بسبب الفشل الحياتي!، ونسب أفكاره إلى المفكر ماركس، وانتهى إلى القول بأنه مريض نفسي !
وأهداه القصيمي منشوراً تهكمياً بعنوان "أمام إغراء النفط العربي"، ونشر تقريراً صحفياُ في جريدة النهار أيضاً بعنوان "عبد الله القصيمي: أيها النفط كم أنت مفسد".
وقد توسع القصيمي في كتاب "العالم ليس عقلاً" وأعاد صياغته ثم أضاف إليه مجلدين آخرين، وأعاد نشره عام 1967 تحت العنوان الأساسي "العالم ليس عقلاُ"، واتخذ كل مجلد عنواناً فرعياً : "عاشق لعار التاريخ، وصحراء بلا أبعاد، وأيها العقل من رآك".
وتعد هذه المرحلة من أخصب الفترات الفكرية إذ أصدر خمسة كتب دفعة واحدة بين عامي 1963- 1967 مما يعد ملفتاً من مفكر في زمانه.
وقد تعرض إثر ذلك إلى محاولة اغتيال ثالثة، فعرض عليه اللجوء إلى دمشق غير أنه بعد تأكده من كمال جنبلاط –وزير الداخلية اللبناني- بصدور قرار إبعاده لعدم ضمان سلامته في بيروت آثر العودة إلى القاهرة.
ونشر بعدها، في جريدة النهار 1967، رسالة "لبنان أيها الكائن الجميل. أيها الإنسان الجميل. فجأة بحثت عن ضميرة فلم أجده".
ثم حضر كتباً أخرى، ونشر من فصولها في جريدة النهار بعناوين ملفتة : "عربي يريد أن يتعلم الصدق، أمية العيوم العربية هل هي أبدية؟، العالم يحابينا إذن هو يحقرنا، شعبي شجاع جداً، أين شتائمك يا شعبي العظيم؟..".
وفي فترة الستينيات تعرضت الثقافة العربية إلى "محاكم التكفير"، فقد رفعت دعاوى قضائية وأصدرت قرارات بالمنع لكتب عدة مثل رواية "أولاد حارتنا" (1962) لنجيب محفوظ.، وكتاب "نحو آفاق أوسع- المراحل التطورية للإنسان"(1962) للمفكرة اليمنية – المقيمة في مصر- أبكار السقاف، ومجموعة قصصية "سفينة حنان إلى القمر (1963) ليلى بعلبكي – تعرض أيضاً لذلك روايتها الأولى "أنا أحيا" (1958)-، وكتاب "نقد الفكر الديني" (1969) لصادق جلال العظم.
وقد تجاوب القصيمي عكسياً كالعادة إذ أعد ثلاثة كتب دفعة واحدة "أيها العار إن المجد لك، وفرعون يكتب سفر الخروج، والإنسان يعصى لهذا يصنع الحضارات"(1972)، فقد طبعت عام 1971 لكن تأخر توزيعها بسبب الرقابات والمنع على الحدود!
وقد تناول في فصول عدة من تلك الكتب قضية طغيان الحاكم، والحزب الواحد، ودعا إلى تعلم النقد الذاتي، ويمجد من قدرة الإنسان ومواهبه.
ونشرت في جريدة النهار مقالات تهكمية بسبب ذلك " كتبه الجديدة مطبوعة والجميع يرفضون توزيعها"، ومقال آخر "الغول عبد الله القصيمي..لن يمر"، وكتب كميل سعادة مقالاً بعنوان "أدب القصيمي قرف من العرب".
وعلق القصيمي على مؤامرة خنق الكتب بمقال تهكمي "أنا القصيمي سأحرق كتبي" نشر في جريدة النهار 1973.
وقد نشر لاحقاً، في مجلة الناقد عام (1988)، زهير مارديني مجموعة رسائل بعثها إليه القصيمي في ذات العام بمثابة مراجعة فكرية لمسارات التحول –نعرضها لاحقاً- ويؤكد فيها تهكمه بحرق كتبه أيضاً.
وبعد انفجار الحرب الأهلية اللبنانية منذ عم 1974 لم يتمكن القصيمي من نشر كتاباته وكتبه غير أن كتبه السابقة هبطت إلى سراديب بيروت مثلما هبطت لغة الجمال والذوق والعقل وصعدت لغة المتاريس والرصاص والطائفية.
وانتقل القصيمي إلى نشر كتبه اللاحقة من باريس، فقد نشر كتابه "العرب ظاهرة صوتية" (1977) في المنفى بمطبعة في باريس.
تطويراً لفكرة كان قد نشرها في مجلة الحرية (1954) بعنوان "لا تشتموا الأعداء" أعاد صياغتها في فصل "كن صهيلاً بلا جواد لا جواداً بلا صهيل" عارضاً الذهنية العربية على مائدة التشريح والتفكيك متخذاً نموذجاً صارخاً جمع الثقافة والعمل السياسي أي المتنبي الشاعر الصارخ والداعية القرمطي ليكون نموجه في دراسة الظاهرة الكلامية غير المنتجة فعلاً أو سلوكاً في فصلين "المتنبي يروي معارك سيناء والجولان" والثاني : " مؤلف الكتاب من يؤلفه؟" (4).
ولعل هذه النظرية المسكوكة في جملة العنوان "العرب ظاهرة صوتية" استخدمت منذ صدورها حتى الآن – سواء بقراءة الكتاب أو عدمه- من قبل الكثير من الإعلاميين والصحافيين والمثقفين والباحثين ضمن أحد أمراض الثقافة العربية "جلد الذات" في القرن العشرين.
إذا كانت هذه النظرية أثارت مثقفاً مثل الشاعر يوسف الخال فتجاوب معها في مقال نشره في جريدة المنار عام 1977، فإن كاتباً مثل أنيس منصور رددها كثيراً – دون أن يرى أ ويقرأ الكتاب- في مقالتين نشرهما في مجلة أكتوبر بين عامي 1979-1983 ثم أعاد الهذر بها في مقالة نشرت في جريدة الشرق الأوسط عام 2000.
وألحق الكتاب السابق كتاباً آخر بعنوان "الكون يحاكم الإله" (1981) ينقض القصيمي في هذا الكتاب على فكرة تأليه الإنسان ووصاية السماء على الأرض، وتعاطف مع إبليس بوصفه محتجاً ورافضاً تلك الوصاية.
وقد كتب إثر اجتياح بيروت من الجيش الإسرائيلي عام 1982 نصاً شعرياً بعنوان "كنت يا لبنان زهراً" (1983)، وقد ختم مسيرته الفكرية بكتاب "يا كل العالم لماذا أتيت" (1986).
وقد أعاد التوسع في أفكار سابقة وضعها في كتبه السابقة مثل قضية التخلف الحضاري، وقضية الإرهاب، وقضية الظاهرة الكلامية غير المنتجة.
*قامت دار جداول، بإدارة واعية من مديرها –والصديق- المثقف محمد السيف، بإصدار الكتاب الأول في طبعة جديدة (2012)، وإصدار مذكرات الكاتب الثاني "من ذكرياتي" (2012) قدمه العم عبد الرحمن الشبيلي، والآن أصدرت كتاباً بعنوان "خمسون عاماً مع عبد الله القصيمي" (2015) للمحامي إبراهيم عبد الرحمن.
1- المقالة ليست معنية ببعض المؤلفات التي كانت بسبب كتاب "هذي هي الأغلال" (1946) حين أحدث أزمة ذهنية، فوضعت رسائل ضمن تقليد "فقه الرد" للدفاع عن "ثقافة النحس النجدية: الفقر والمجاعة والحرب" طبعت مثل "الرد القويم على ملحد القصيم" (1947) لعبد الله بن يابس، (غَيْرَةً من المخصص المالي للقصيمي المتكفل بدراسته في جامعة الأزهر الذي كان أعلى منه ففعل ذلك ابتغاء أن يزيد أولي الأمر مخصصه بحسب رسائل نشرت بعد وفاته!)، ورسالة "تنزيه الدين ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله" (1949) لعبد الرحمن السعدي (غاب هذا الكتاب عن الأعمال الكاملة المتداولة للسعدي)، ووضعت رسالة "بيان الهدى من الضلال في الرد على صاحب الأغلال" (1949) لإبراهيم السويح (زميل القصيمي في بعثته آنذاك إلا أن تفوق الأخير دراسياً جعله يرتقي في قسم تخصصه عن السويح فربما أوغر صدره عليه !)، وآخرها كتاب "الشواهد والنصوص من كتاب الأغلال" (1950) لمحمد عبد الرزاق حمزة.
2- أشار جهاد قلعجي – ابن الناشر قدري قلعجي- إلى أنه أسست منشورات الفاخرية مشتركة مع دار الكاتب العربي – لصاحبها قلعجي- من قبل الأمير طلال بن عبد العزيز عام 1981.انظر. الرسائل المتفجرة، عبدالله القصيمي، بيروت، مؤسسة الانتشار العربي، ص: 31.
3- وضع القصيمي رسالة ساخرة عن هذا الكتيب بعنوان "أمام إغراء النفط العربي"، ونقض كل معلوماته الدكتور أحمد السباعي في أطروحته عن القصيمي.
4- يعدان هذان الفصلان مرجعاً خافياً لأطروحة عبد الله الغذامي عن المتنبي في كتابه "النقد الثقافي" (2003).
المراجع –بحسب تاريخ الصدور-:
دراسات على ضوء المنهج الواقعي، حسين مروة، بيروت، مكتبة المعارف، 1988.
المثقفون العرب والتراث: التحليل النفسي لعصاب جماعي، جورج طرابيشي، بيروت، شركة رياض الريس، 1991.
النفس المبتورة : هاجس الغرب في مجتمعاتنا، بيروت، دار الساقي، 1991.
تراث وحداثة قراءة للفكر العربي الحالي، بولس الخوري، بيروت، المكتبة البولسية، 1997.
الفكر العربي في عصر النهضة (1789-1939)، ألبرت حوراني، بيروت، ترجمة كريم عزقول، نوفل، 1997.
ماذا يبقى منهم للتاريخ، عصام محفوظ، بيروت، شركة رياض الريس للكتب والنشر، 2000.
الرسائل المتفجرة، عبد الله القصيمي، بيروت، مؤسسة الانتشار العربي، 2000.
من أصولي إلى ملحد: قصة انشقاق عبد الله القصيمي، يورغن فازيلا، ترجمة :محمود كبيبو، بيروت، دار الكنوز الأدبية، 2001.
تكوين النهضة العربية 1800-2000، قضايا وحوارات النهضة العربية (30)، محمد كالم الخطيب، دمشق، ن. خ، 2001.
نظرية الفوضى والأدب : ما بعد ما بعد الحداثة، شريفة العبودي، كتاب الرياض (173)، الرياض، مؤسسة اليمامة الصحفية، 2011.