[ هذه المساهمة الشعرية ضمن ملف خاص حول الشعر الليبي. انقر/ي هنا للاطلاع على جميع مواد الملف]
كثيرًا ما أتخيل سريراً في البحر،
تماماً في المنتصف
ينفع أن يكون جزيرة لأحلامٍ
تسبحُ بعيداً
وتعود لتلتصق بالمخدة.
سرير يصطاد بشراشف ناعمة أسماكاً ومحاراً.
وقرش لطيف يحوم في الجوار
أصطاده وأسميه نصي المفترس.
ففي البحر فقط
يمكنك أن تغرف الكثير من الوهم
دون أن تعبأ بقارئ ملول يقضم أصابعه أو يشد شعره.
يمكنك أيضاً أن تستف الملح كالسكر تماماً
دون أن تشرق أو تتقيأ.
الرمل وفير
ربما تجعله دفتراً للكتابة،
دفتراً يمحو نفسه ويطمس أسرارك
لا يثقل كاهلك،
بشجن القصائد الميتة
ولا يستيقظ في الصباح ليطلب فطوراً
أو يشترط أن تحمله كدابةٍ أينما ذهبت
دفتراً لا يهتم أن أقلامك المجروشة
تحتاج لمبراة جديدة
أو أن تسريحتك لا تناسب الموقف
أو أن ضجيج صغارك فاق الحدّ
أو أن حذاءك الجديد ضيق وسمج
فقط هو دفتر خفيف الروح
دفتر يمحو نفسه.
[سميرة البوزيدي شاعرة ليبية. انقر/ي هنالقراءة المزيد عنها.]