Quantcast
Channel: Jadaliyya Ezine
Viewing all articles
Browse latest Browse all 5217

البنية التحتية للاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي (الجزء الأول): وادي الأردن:

$
0
0


منذ تأسيسها، دأبت السلطات القضائية الإسرائيلية بفرعيها المدني والعسكري على التمييز بين الأشخاص بناء على الدِّين. فعلى امتداد إسرائيل في أراضي 48 والأراضي الفلسطينية المحتلة التي تتضمن الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة تطبق إسرائيل مجموعة من القوانين على سكانها اليهود تختلف عن تلك المطبقة على غير اليهود. تستطيع الدولة تحمّل تلك الامتيازات الضخمة والواضحة للأشخاص اليهود حتى فيما هو أبعد من حدودها المعلنة (لهذا السبب تمت الإشارة إلى إسرائيل في أراضي 48) وذلك على حساب الصالح السياسي والاقتصادي-الاجتماعي لمواطنيها غير اليهود ويتم هذا عن طريق فصل المواطنة اليهودية عن الجنسية الإسرائيلية. إن وطأة هذه السياسات تكون أشد ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة لأنها تُطبق وفق نظام احتلال عسكري لا يخضع لمراقبة أو إنصاف قانوني. إن تأثير هذه السياسات يكون بتقليص عدد الفلسطينيين وإزالتهم من أرضهم الأصلية وحشدهم في بقعة جغرافية. ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة: تم حشدهم في المنطقة A؛ في مناطق قاحلة ضمن مجال ضيق بين جدار الفصل العنصري و”الخط الأخضر”؛ وفي مجتمعات منعزلة تحيط بها مستوطنات إسرائيلية مع جهاز حمايتها العسكري. ضمن إسرائيل في أراضي 48، يتم حشدهم في ناحية كتلك في المدن أو في قرية غير معترف بها أو في مجتمع ضمن أحياء الصفيح وغيرها من الجيتوهات.
 

 نسعى من خلال سلسلة الفيديوهات هذه والتي تحتوي على مقابلات مع فلسطينيين يواجهون التهجير القسري بأن نقدم لمحة عن البنية التحتية للاستعمار الاستيطاني في إسرائيل. نبدأ بالجزء الأول، حول وادي الأردن.

 


 

الجزءالأول: واديالأردن

تشرّع السياسات الإسرائيلية في وادي الأردن تهجير السكان القسري. فالتوزيع غير العادل للمياه مضافاً إليه الهدم المنهجي للمنازل يهدفان لدفع السكان الفلسطينيين لمغادرة منازلهم. فقد قامت السلطات الإسرائيلية باستيطان تلك الأماكن بسكان مدنيين وذلك في خرق للمادة 49 من معاهدة جينيف الرابعة.

يمتد وادي الأردن على طول الواجهة الشرقية من الضفة الغربية من عين جدي في الجنوب إلى تل مقزوح قرب بيسان في الشمال. تشكل منطقة الوادي حوالي ثلاثين بالمائة من الضفة الغربية. يقطن مستوطنون في اثنتان وعشرون مستوطنة استعمارية إسرائيلية في وادي الأردن. تلك المستعمرات تسيطر على 22932 دونماً من أراضي الوادي ويستخدمونها بشكل أساسي من أجل الأغراض الزراعية بما في ذلك المشروع الشائن لصناعة بلح النخيلبميزانية بملايين الدولارات. 

 

   

[أراضٍ   زراعية مصادرة؛ مستوطنات وفيها مستوطنون على الجانب الآخر من الطريق]

بينما كانت موطناً لـ 400000 فلسطين سابقاً، فإن سياسات الاحتلال الإسرائيلية الرامية لتهجير السكان الأصليين غير اليهود قسرياً قد قلصت ذلك الرقم إلى 56000 اليوم. تتضمن تلك السياسات تطبيق ضرائب فادحة على السكان، والتدمير الكامل للبنى الزراعية والسكنية الفلسطينية، والأكثر أهمية: السيطرة والتوزيع غير العادل لمصادر المياه.  

   

[الطريق إلى "منزل لقاء الأصدقاء"، مجموعة تضامن محلية/عالمية تعمل من أجل الدفاع عن حقوق الفلسطينيين]

أدت سيطرة إسرائيل على مصادر المياهإلى جفاف العديد من الآبار الفلسطينية. كما أنها قلصت كمية المياه المستخرجة من آبار وينابيع أخرى. ففي عام 2008 ضخ الفلسطينيون واحد وثلاثون مليون متر مكعب من المياه وهو أقل بأربع وأربعين بالمائة من الكمية في الفترة التي سبقت الاتفاق المؤقت الإسرائيلي الفلسطيني في عام 1995. وبسبب نقص المياه، أُجبر الفلسطينيون على إهمال الأراضي الزراعية التي كانت محروثة والتحول إلى محاصيل أقل ربحية. وقد وجد المصرف الدولي بأن كمية المياه المتاحة لسكان قطاع غزة انخفضت خلال هذه الفترةبالمقارنة مع الفترة التي سبقت توقيع اتفاقية أوسلو للسلام.  

[مصادرة المياه كأداة للتهجير القسري. الصورة من Visualizing Palestine. الوصف الكامل على جدلية هنا]

لكي تزيد من سيطرتها على الوادي، قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة معظم الأراضي الزراعية في منطقة وادي المالح (الموازي لنهر الأردن) وحولتها إلى مناطق عسكرية مغلقة ممنوع وصول الفلسطينيين إليها. على سبيل المثال، حولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي القسم الشرقي من وادي المالح إلى حقل ألغام كما حولت التلال المرتفعة إلى قواعد عسكرية ومناطق عسكرية للرمي والتدريب. بالنتيجة، يستطيع المزارعون والرعاة الفلسطينيون اليوم الوصول على ما هو أقل من واحد بالمائة من مساحة وادي المالح. لقد دمر تقييد الوصول إلى المياه والأراضي إمكانية حياة السكان الفلسطينيين وأجبرهم على مغادرة وادي الأردن ليتمكنوا من النجاة. في عام 2008 وحده تقلص عدد العائلات في وادي المالح من 75 إلى 5.

فيلم وثائقيقصيرفيالأسفل

مقابلة مع الناشط والمدرس إبراهيم صوافطة. لمزيد من المعلومات قم بزيارة www.JordanValleySolidarity.org 

قام بالإخراج والتحرير: بسام حدّاد، قام بالترجمة والحواشي: جاك سابا. فكرة: بسام حدّاد ونورا عريقات، النصوص الخلفية: نورا عريقات

[ترجمة مازن حكيم  إضغط هنا للنص الإنجليزي]

 


Viewing all articles
Browse latest Browse all 5217

Trending Articles