["كتب" هي سلسلة على صفحات "جدلية" نستضيف فيها المؤلفين والمؤلفات في حوار حول أعمالهم الجديدة ونرفقه بمقطع من الكتاب بعد المقابلة]
["اطفال الندى" للكاتب محمد الأسعد عن دار الفيل، القدس، 2013.]
جدلية: رواية “أطفال الندى” هي رواية عن النكبة، عن ذلك اليوم الذي تهجرت به عائلتك من قرية أم الزينات الواقعة على سفح جبل الكرمل، هل هي إذن سيرة ذاتية فردية؟ وما هي مدلولاتها في السيرة الفلسطينية؟
محمد الأسعد: لا أنظرُ إلى هذه الرواية على أنها "سيرة ذاتية فردية". صحيحٌ أنها تروي ما حدثَ لي ولعائلتي في قريةٍ فلسطينية محدّدة هي قرية أم الزينات على سفحِ جبلِ الكرمل، إلا أنها بهذا التوصيف بالذات تتجاوز إطارَ السيرة الذاتية الفردية إلى إطارٍ أوسع؛ هي ذاكرة قرية من مئات القرى الفلسطينية التي تعرض أهلها للقتل والتشريد، وتم تدميرها ومصادرة أراضيها، وسكن فوق أنقاض بعضها أو على أطراف بعضها الآخر مستعمرون غرباء.
حين تتخطى هوية الفرد المنعزلة، هوية الجسيم المغلقة، ذاتها إلى هوية جماعية أعلى، هوية الموجة المنتشرة بلا حدود، تحتاج إلى توصيف جديد؛ إنها أنا وآخر في وقت واحد، وهي في هذا المكان وذاك في آن واحد معاً، وهي أيضاً في هذا الزمن وذاك من دون حدود. في هذا العمق يتحول ما يسرده فردٌ إلى سردٍ جماعي يشعر معه كل إنسان إنه يتحدث عنه وإليه، وأقصد بكلمة كل إنسان، من مات ومن يحيا ومن سيأتي في المستقبل. وهنا أجد مدلولات هذه السيرة في السيرة الفلسطينية، أعني إنها تضيف بعداً غير مألوف في فن كتابة السيرة الفلسطينية، تفتح الأفق لنظرة إلى وجودنا الفردي بوصفه جزءً من كلية أكبر نتحقق فيها ونصير، نحن جزء من الطبيعة ومن البشر يتحقق مصيرنا بقدر ما نعي ونفهم أن تفاعلنا مع محيطنا الشامل هو الذي يمنحنا وجودنا الحق.
جدلية: يلفالرواية الصمت، صمت الفلسطيني الفلاح الذي لم تفسح له رواية التأريخ الرسمي مكاناً. هل يمكن القول إن روايتك جاءت لتكسر حاجز الصمت هذا، وما هي الصعوبات التي واجهتك في ذلك؟
الأسعد: هنالك إشاراتٌ إلى الصمتِ في الرواية، بل وتجسيدٌ حسّي لهذا الصمت، في صمتِ الأب والأم، في سكونِ الجبل والشجر، في الأجوبة التي لاتصل، في ارتداد الطفل إلى مسرح خاص يقيمه بينه وبين نفسه، وأخيراً في غياب كلِّ ما يُذكّر بنا في التاريخ الرسمي والبيان السياسي. ولكن صمتنا نحن ضحايا المأساة الفلسطينية المستمرة منذ أكثر من قرن من الزمن، يختلف عن هذا الصمت الرسمي الذي نصطدم به حين نتصفح الكتب والتقارير والصحف ولا نجد لنا ولأهلنا ذكراً. صمتنا مأهولٌ بالأصوات؛ أصوات من غابوا وتشردوا، أصوات الأحباء والأصدقاء والأقارب، أصوات الجماعة التي تسكن الوجدان والذاكرة وتقطعت بها السبل فلم تعد ترد أخبار بعضها إلى بعض. هذا صمت قاتل مثلما هو صمتُ التاريخ الرسمي، ولكن مسؤولية مواجهة الإثنين تقع علينا نحن، رواةً وشعراء وكتاباً ومنشدين، أي نحن الذين نمتلك وسيطاً للقول وسرد أخبار شعبنا على أسماع بعضه البعض، وعلى أسماع العالم من حولنا، العالم الذي دهشتُ حين اكتشفتُ أنه لا يصله عنا إلا القليل جداً. لقد فشل معظم ما قيل وكُتب عنا في مخاطبة بصيرة وبصر العالم من حولنا لأن من تنطعوا لتمثيلنا، أو كان يجب أن يمثلونا لم يمثّلوا إلاّ أنفسهم، وتركوا الفلاح الفلسطيني في خلفية مسارحهم؛ صورة ضبابية وغائمة. كنا ومازلنا بحاجة إلى أن نروي قصتنا ليعرفنا العالم، بل ولنعرف أنفسنا.
لكسر حواجز هذا الصمت، ليمْثل الفلسطيني بشراً سوياً، بكل ما يعنيه ذلك من اجتذاب تعاطف العالم، كانت المواجهة الأولى مع الصور التمثيلية الشائعة عنا ولنا، أي مع ما بثه الخطابُ الفلسطيني والعربي أولا. هذه صورٌ طمستْ ملامحنا الإنسانية إلا في ما ندر، وحولتنا إلى مجرد أرقام وحشد بلا ملامح، تجاهلت أسماءنا ورموز تاريخنا بل وجغرافية بلادنا، أي أفرغت الذاكرة من عناصر حيويتها وقدرتها على الفعل في حاضرنا. حوّلنا هذا النوع من الصمت إلى كلماتٍ ودوالٍ بلا مدلول. كنا إذاً بحاجة إلى العودة مجدداً إلى تلمس وجوهنا وملامحنا وتضاريس أرضنا، إلى خلق لغة تتناول الملموس ولا تغرق في المجردات. وأعتقد أن ملحوظة "كمال بلاطه" عن السمات التجريدية في الفن التشكيلي الفلسطيني التي تسود أو تنحسر نسبة إلى بعد أو قرب الفنان عن أرض الوطن، ملحوظة صائبة. تنطق الأشكال والكلمات حين تقترب من الأرض، وتصمت أو تصاب بالخرس حين تبتعد عنها.
جدلية: قد يقع الأدب الذي يعتمد على الروايات الشعبية في فخ التسجيل الصرف، حيث يفقد في أحيان كثيرة جماليته التي تميزّه عن العلوم الإنسانية التي تتناول هذه الروايات من زوايا بحثية. كيف تناولت "أطفال الندى" هذه الروايات؟
الأسعد: هذا صحيح في حالة واحدة؛ حين يبتعد الأدبُ عن كونه فناً، أي في حالة خلوه من خصوصية السرد الأدبي. أعني في حالة خلوه من عدة بديهيات أولها، أن المهم في الأعمال الأدبية ليس ما يُقال ويُكتب فقط، بل كيفية القول والكتابة، وثانيها، أن غاية هذه الأعمال ليس الإخبار ونقل الوقائع بقدر ما هي استثارة شعور قوي بالحياة فينا، وثالثها، أن هذه الأعمال ليست تسجيلا للوقائع أو تحليلا لها، بل هي استشراف لما هو أعمق من ظاهرها، واتصال بواقع عميق شامل في الطبيعة والناس. ولهذا نجد صاحب العمل الأدبي يلتقط ويختار وينظم من سلاسل الأحداث ما يتوافق مع رؤية وخبرة خاصة به كإنسان مبدع، وليس مجرد جهاز تسجيل لا علاقة لخبراته ونوازعه بما ينقل ويسجل.
هذا مجرد تلخيص لخصائص السرد التي تتصل بتقانات أخرى أيضاً، مثل العناية بالصورة، ورنين الكلمات، وبنية النص في تعاملها مع وحدات الزمن.. إلخ. وكلها تقانات ذات غاية تتجاوز غاية العلوم الإنسانية المعنية ببحث وتحليل رواية مثل الرواية الشعبية، أو تصنيفها واستنتاج رؤى اجتماعية أوسياسية على أساس هذا التصنيف.
حين جئتُ إلى الرواية الشعبية، أو ما يرويه الشعب، وجعلتها أساس رواية أطفال الندى، جئتها بوصفها حاملا للذاكرة الحية. الناس يحملون وينقلون هذه الذاكرة من جيل إلى جيل مثلما ينقل الشجرُ والترابُ والصخرُ جوهرَه من فصلٍ إلى آخر. أي أنني افترضتُ، في مواجهة التجاهل والقمع ذي المنزع الطبقي للفلاحين من أهلنا، أن في الرواية الشعبية قوة على مقاومة هذا التجاهل والقمع. ولأن الرواية الشعبية رغم بساطتها تحتوي على أغوار خصبة وغنية الدلالات، وأكاد أقول كونية المغزى، وجدت فيها مناجم يمكن أن يجد فيها الصانع الماهر عروقا ذهبية تستحق المتابعة. إضافة إلى أنها، في الحالة الفلسطينية، ضرورية ضرورة الحياة والموت. نحن كفلسطينيين نتذكر فنحيا، نتذكر فيجتمع شملنا. نحن ببساطة بحاجة ماسة إلى ذاكرتنا الشعبية لأنها مهاد حياة المجتمعات، وهي منبع ودلالة رسوخها في هذا الوجود. كانت الرواية الشعبية وسيطا ثقافيا لا يمتعنا صغاراً فقط، بل يأتي إلينا بأصوات الماضي ويمازج بينها وبين أصوات الحاضر. تبدو الرواية الشعبية تسجيلا لوقائع، هذا هو الظاهر، ولكنها في الحقيقة ابتكار لعالم نعيشه فعلا على مستوى الواقع/ الخيال ، إنها فعلٌ إنساني، ومن هنا هي فنٌ يحمل ما يحمله الفنُ من وعودٍ بتجديد الحياة، بالتأكيد على أن تجديد الحياة وبث الحيوية فينا وفي ما حولنا، هو تجديد لشعبنا، ومده بالقدرة على مقاومة شتى صنوف الإبادة والتشريد والنسيان.
جدلية: لماذا "أطفال الندى"، وما هي الدلالة التي يحملها "الندى" في الرواية؟
الأسعد:ينتشر الندى في كل فصول الرواية تقريباً، ويغمر الكائناتِ والموجودات الطبيعية، ويرافق اللاجئَ من جبل الكرمل في كل منعطفات حياته، ويمْثلُ في عدد من المشاهد القريبة من القلب، محسوسا وملموساً. لم يكن رمزاً او شيئا يشبه الرمز. هو دالٌ مادي يشير إلى الأشياء قبل كل شيء، إلى أشيائنا، الزيتون والسرّيس وشجر البطم، وصخور جبلنا، والصباحات الغائمة ، وسرى الأخ والأب فجراً. إذاً هو حين يذكر تحضر معه أشياؤنا، أي فلسطيننا بكل بساطة.
جاء الندى إلى الرواية وغمرها، ولم يتوقف حتى هذه اللحظة إحساسي به، حين كانت أمي تحدثني عن تلك الأيام، عن تلك الليلة التي حملتني فيها أختي الكبرى وانطلقنا هاربين من رصاص الصهاينة بين أحراش الزيتون. قالت الأم حرفياً " حين كنتم تعطشون كنا ندني من شفاهكم أوراق الشجر ونروي عطشكم بقطرات الندى". لم تكن أمي راوية ولا شاعرة، ولكن رسمها لهذا المشهد، أنا الطفل المعني أساساً بهذا الحدث وبطله، سحرني تماماً. ومن هنا جاء العنوان، أطفال الندى، وليتخذ الندى شكل مرآة تعكس خلودنا وخلود جبلنا واستعصاءنا على الفناء.
يمكن أن يقال الكثير عن هذا العنوان، فهو يرمز، أي أنه ينقل المعنى إلى المستوى الثاني المسمى في البلاغة معنى المعنى، وهو يثير الأحاسيس والذاكرة، أي أنه يعيد الإنسان إلى كينونته الأرضية ويمنع تحويله إلى كائن مجرد، وهو يعيد رواية الخلق الأول حين كان الماء هو البدء. كل هذه أصداءٌ تتردد في ممرات وردهات الروح الإنسانية، ليس لمجرد ذكر كلمة الندى، بل لأن الكاتب تعامل مع هذه الكلمة في سياقات مختلفة ومنحها في كل مرة وجوداً متجدداً دالا، أي كيفية أبعدتها عن معناها المستقر في المعاجم.
جدلية: متى وأين صدرت الرواية لأول مرة وما أهمية إعادة نشرها في فلسطين المحتلة عام 1948؟ ما الذي يعنيه ذلك على صعيد المرحلة الفلسطينية الراهنة؟
الأسعد: صدرت الرواية لأول مرة في لندن ضمن منشورات دار رياض الريس في العام 1990، بتشديد من القاص السوري زكريا تامر والشاعر نوري الجراح على ضرورة نشرها. أهمية نشرها الآن في فلسطين المحتلة، من وجهة نظري، وفي هذا الوقت بالذات تأتي في سياقين، الأول مقاومة محو الذاكرة الفلسطينية الذي أصبح نهجاً تعتمده "ثقافة" شائعة اختلقها سماسرة أوسلو وجوقة المنتفعين من هذه الصفقة، حوّلتْ فلسطين إلى معسكر سجناء حرب سعداء بطبخ وجبات الحساء والرقص تحت أنظار المحتلين، والثاني تحرير المخيلة الفلسطينية من مستعمراتٍ على شكل صور ومفاهيم مضللة عن النفس والعالم والمستعمر الصهيوني يقيمها "مثقفو" هذه الجوقة.
تحضرني دائماً هذه المفارقة؛ حين كنا سجناء مخيمات اللجوء تحت أنظار أبراج الحراسة العربية في الخمسينات، كان أدبنا الفلسطيني يضع الإنسان الفلسطيني في مقدمة المشهد، وكان رواتنا وشعراؤنا والحداة يتنقلون بين شتات شعبنا ويحفظون له ذاكرته الجمعية، ويرسمون جغرافية ثقافية ذات طابع إنساني لهذا الشعب المشرد، وحين أخرجتنا المنظمات الفلسطينية من المخيمات، وتشكلت حركة المقاومة، بدأت صورة الفلسطيني اللاجئ في الأدب بالإضمحلال، وبرزت إلى جوار هذا الاضمحلال صور تمثيلية لفلسطيني فردٍ مرسومٍ بخطوط مجردة لا تشبه وجه أحد من أهلنا، أصبح اسمه الان رسمياً "الفلسطيني الجديد"، أي ذلك الذي يضع نفسه في خدمة المستعمر الصهيوني. ومع هذه الصورة انحسرت الجغرافية الفلسطينية وتقلصت.
نحن نشهد الآن، بعد أكثر من أربعين عاماً من التضحيات، اختفاءنا من الخطاب السياسي والثقافي الفلسطيني بعد أن استبدلتْ عصابة من سماسرة اوسلو كانتوناتٍ بائسة، يتحكم بها السجان وسجينه المحظوظ، الكابو، بأرض فلسطين. ألم يخرج "الفلسطيني الجديد" هذا من روايات وقصائد من زعموا تمثيلنا قبل أن يطل برأسه من قبعة الجنرال الأمريكي "دايتون"؟
في هكذا مرحلة أشعرُ، كما شعرَ الأصدقاء في فلسطين، بأهمية أن أعيد نشر رواية أطفال الندى، أهمية أن يعود الفلسطيني إلى ذاته، أن يسترد ما يحاول السماسرة سلبه منه، أن يحضر هو وأهله وقراه وأسماؤه ويقف بسيطاً كما هي الحقيقة في وجه هذه البذاءة التي تتخذ أسماء مثل المفاوضات وعملية السلام وتبادل الأراضي وما إلى ما هناك من هراء.
جدلية:ما هو موقع هذه الرواية في مسيرتك الأدبية؟
الأسعد: تقف هذه الرواية في مسيرتي موقف العلامة البارزة التي أيقظتني على ممكنات للسرد الروائي مفتوحة، سواء بتقنيتها كرواية متعددة الطبقات المكانية والزمانية، أو بشعريتها، وأعني بهذه الأخيرة، الإصغاء إلى الأشياء، وليس تهويمات الاستعارات، أو باعتماد العفوية الناجمة عن دربة طويلة الأمد. كل هذا ابتعد بي عن اعتماد هذا القالب الروائي أو ذاك، وألقى بي في أرض تجريبية، في أرض لم ترسم خرائطها بعد. لا أعني بالرواية التجريبية تلك غير المكتملة أو الخطاطة الأولية كما هو دارج حين تذكر كلمة التجريب، بل أعني رواية ذات خاصية مميزة؛ رواية تسلم نفسها، لغة وثقافة ومدارات، لحقل ممكنات. المنطلق وراء هذا فيزيائي/فلسفي يقوم على فرضية أن الالتباس والغموض يحكم ظواهر الوجود، لأن مظاهر الحياة منبثقة على غير مخطط حتمي، يحكمها قانون الاحتمالات. من هنا تتلمس روايتي ما سينبثق وينتج عن عدة احتمالات، سواء كان حدثا أو صورة أو مساراً او شخصية. لا يوجد يقين مسبق، كما هو حال من يصل إلى قالب ويفني عمره في اللجوء إليه كلما أراد كتابة رواية، لا يوجد تخطيط مسبق كما هو حال المحترف بل تخطيط ينشأ كلما تقدم النص. يشبه هذا فعل الهاوي، والفنان هاو عظيم للحياة.
لو استعرضتُ رواياتي الست التي كتبتها حتى الآن، لن أجدها سوى ست نصوص سردية مختلفة، كأنها استكشافات في أراض مجهولة لم تطأها قدم إنسان من قبل. ولكل استكشافٍ مساره وانعطافاته، وله آلة تصوير خاصة به. حتى لغة هذه الروايات متنوعة لا أجد ما يحكمها سوى تقانة أسميها تقانة تراسل الحواس، تلك التقانة القائمة على تبادل بين وظائف الحواس السمعية والبصرية واللمسية وبقية الحواس.
وحين أعود إلى رواية أطفال الندى أجدها احتوت على غالبية هذه الخصائص التي وصفتها. ربما كانت بذرة نمت منها وانتشرت حولها أشجار مختلفة لا يسري فيها بالضرورة النسغ الصاعد ذاته، أي الذاكرة الفلسطينية، بل قد تسري أنساغ أخرى. صحيح أنني نقلتُ "أطفال الندى" لاحقاً إلى عالم اللجوء في رواية "نص اللاجئ"، ثم إلى العالم الأوسع في رواية "أم الزينات تحت ظلال الخروب"، ولكن هذه الثلاثية تظل فريدة في مساري الروائي، لأن الروايات التالية، "حدائق العاشق" و"شجرة المسرات" و"أصوات الصمت"، استكشافات في أراض أخرى، يرتادها اللاجئ ذاته ولكن بتحولات تجعل منه رحالة عبر العصور يلم بتجارب الحضارات الإنسانية ويحتضنها، بل ويتبناها ويصبح موجة تتداخل مع أمواجها.